الانسان مخير أم مسير؟
By Susan Sabra
Feb 02, 2022
بدأت مؤخراً أتوقف كثيراً عند عبارات نرددها دائماً من دون التمعن في معناها أو جذورها. هي عبارات نرددها في ظروف معينة كالموت أو المصائب. غالباً كلمة الله هي محور تلك العبارات الله يرحمه أو إن شاء الله أو الله يسامحها.
تساءلت لماذا دائماً نريد أن نلقي بالمسؤولية على الله في كل كبيرة أو صغيرة؟ وماذا تعني عبارة الانسان مخيراً إذاً. واستوقفتني عبارات الله يهدي من يشاء والله يغفر لمن يشاء. بعد تحليل مطول وومضة تنويرية استخلصت الآتي:
إذا كان الانسان مسيراً فلا يمكن أن يكون هناك حساب لأن الانسان يتبع ما رسمه الله له. لكن الحقيقة ليست كذلك. الله خالق هذا الكون لكن في هذه الدنيا الانسان له الخيار الكامل في حياته. قبل المجئ إلى هذه الحياة تضع الروح خطتها لما تحتاج إلى اختباره في الحياة وعليه تأخذ الخيارات التي تخدم ارتقاءها. هذا هو الهدف من كل حياة. كل خيار يؤدي إلى تجربة تمكن الروح من إستيعاب حقيقتها والارتقاء إلى أعلى. كل التجارب تؤدي إلى نفس الهدف ولكن أحياناً الخيار يحدد السبيل إلى الوصول حيث يمكن أن يطول أو يقصر حسب خيار الانسان. هذا هو حساب الروح وليس بعد الموت. الحساب الذي يأتي بعد الموت هو حمل الخيارات إلى الحياة التالية إذا لم تصل إلى الهدف المحدد في هذه الحياة.
اللاوعي لدينا (أو بتعبير أدق الروح العليا) هو ما يجذب إلى حياتنا الأشخاص والأحداث التي نود اختبارها. غالباً تتفق الروح مع غيرها لتنفيذ الأحداث و لكننا لا نتذكر فمثلاً نلتقي بأشخاص نحس بيننا نعرفهم من قبل ولكن لا نتذكر أين و متى.. كلما كنا في تواصل مع نفسنا أو لاوعينا نتمكن من تحديد ما نريد جذبه. هذه العملية تتطلب درجة نقاء عالية في الجسد والفكر والقلب.
العبارات التي تحتوي على كلمة الله هي مجرد هروب من مسؤوليتنا. يجب علينا الاعتراف اننا نحن من يجلب الأحداث السعيدة والغير سعيدة. الرحمة والغفران والهداية هي مجرد قرارات في لاوعينا وليس لله علاقة في اختيارها. نحن من يشاء في تلك العبارات.
ارحموا واغفروا وادعوا بالمحبة والنور لقلوب كل البشر وخاصةً المجرم والمخطئ فهم من يفتقدها وبأمس الحاجة لها. هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير أي واقع أو إنسان وليس أن نزيدهم طغياناً وجهلاً وسوداوية.
سوسن صبرا
Add comment
Comments